منظمات دولية تطالب «كوب29» بتضمين الأطفال في استراتيجيات المناخ العالمية
منظمات دولية تطالب «كوب29» بتضمين الأطفال في استراتيجيات المناخ العالمية
أفادت تقارير حديثة بأن أكثر من مليار طفل حول العالم معرضون لخطر شديد نتيجة لتأثيرات أزمة المناخ، وقد أدت هذه الأزمة إلى تزايد الصعوبات الإنسانية على الصعيدين العالمي والإقليمي، مما يحد من فرص التنمية ويعمق الأزمات الحالية في العديد من البلدان النامية.
وبحسب التحالفات الإنسانية المعنية بشؤون الطفولة، لا سيما "بلان إنترناشيونال" و"منظمة إنقاذ الطفولة"، و"منظمة الرؤية العالمية"، وغيرها فإن الفتيات والشباب هم الأكثر تأثرًا بتداعيات التغير المناخي، حيث يواجهون تحديات إضافية تتعلق بالصحة والتعليم والفرص الاقتصادية.
مؤتمر “كوب29”
مع اقتراب مؤتمر الأطراف "كوب29"، الذي تستضيفه أذربيجان أكدت المنظمات المعنية بحقوق الأطفال أن هناك ضرورة ملحة لوضع أهداف مالية طموحة للمناخ تركز على الفئات الأكثر تضررًا.
ويتوقع أن يتم تحديد "الهدف الجماعي الجديد للتمويل المناخي الذي سيضمن تخصيص أموال بشكل أكثر عدالة لتلبية احتياجات المجتمعات المتأثرة، مثل الأطفال والشباب والنساء والشعوب الأصلية، وأن يتضمن هذا الهدف تخصيص 1.3 تريليون دولار سنويًا لمدة خمس سنوات حتى عام 2030، لتلبية احتياجات الدول النامية في مواجهة تغير المناخ.
إفريقيا الأكثر تأثراً
رغم أن أزمة المناخ تؤثر على معظم القارات، فإن القارة الإفريقية تواجه تبعات كارثية بشكل خاص، تؤكد التقارير أن عدد الأطفال الذين يعيشون في بيئات معزولة ومهددة بالكوارث المناخية في إفريقيا قد تضاعف بشكل غير مسبوق، حيث يعاني العديد من الأطفال من النزوح بسبب الفيضانات أو الجفاف القاسي.
وفي الوقت نفسه، يواجه أكثر من 40 مليون طفل سنويًا اضطرابات في تعليمهم نتيجة للأزمات المناخية المستمرة، ورغم هذا التحدي الكبير، لا تزال الاستثمارات في مجال تمويل المناخ للأطفال منخفضة للغاية.
التعليم من أجل تمكين الفتيات
أكدت الدراسات أن التعليم يمثل أداة قوية لتمكين الفتيات في مواجهة تحديات المناخ، وتشير التقارير إلى أن الأزمة المناخية تؤدي إلى تعطيل تعليم أكثر من 40 مليون طفل كل عام، ما يزيد من تفاقم معاناتهم.
وعملت بعض المنظمات على دمج التعليم المناخي ضمن مناهجها التربوية من خلال "إطار السلامة المدرسية الشاملة"، الذي يهدف إلى بناء مرونة الطلاب في مواجهة تأثيرات الكوارث الطبيعية التي تسببت بها الأزمة المناخية، وكان من الضروري دمج قضايا المساواة بين الجنسين في السياسات المناخية لضمان أن تكون الفتيات على رأس جهود التكيف مع تغير المناخ.
تغير المناخ والأمن الغذائي
تُعتبر الأزمة المناخية أحد العوامل الرئيسية التي تزيد من انعدام الأمن الغذائي في معظم الدول الإفريقية، لا سيما في منطقة القرن الإفريقي، حيث يعاني ملايين الأطفال من الجوع وسوء التغذية، ويرتبط ذلك بتغيرات حادة في أنماط الطقس، مثل موجات الجفاف التي تضرب مناطق واسعة في الصومال والسودان وجنوب السودان، مما يؤثر على سبل عيش الأسر وحقوق الأطفال في التغذية.
وتظهر البيانات أن تلك المناطق تواجه تهديدات شديدة بسبب تزايد حالات النزاع والصراعات المسلحة التي تزيد من معاناة الأطفال.
نقل التحالف الدولي للطفولة تجارب مؤلمة للأطفال الذين عانوا من آثار تغير المناخ، قالت "روث" من ملاوي، التي عاشت تجربة مريرة بسبب الفيضانات والعواصف: "نحن نعيش في مناطق فقيرة، وعندما تتعرض منازلنا للتدمير أو تغمرها الفيضانات، نلجأ إلى المخيمات بينما يستطيع الآخرون العودة بعد أن يعيدوا بناء منازلهم لأن لديهم المال"، تعكس هذه القصة الصعوبات التي يواجهها الأطفال في الدول النامية بسبب نقص الموارد والضعف المالي لدى أسرهم.
معاناة النساء والفتيات
أشار التقرير إلى أن تأثيرات أزمة المناخ تزيد من معاناة النساء والفتيات بشكل غير متناسب، حيث يُثقل عليهن عبء المسؤوليات المنزلية بشكل أكبر، مما يعيق قدرتهن على الوصول إلى التعليم والفرص الاقتصادية.
ويؤدي التغير المناخي أيضًا إلى زيادة حالات الزواج المبكر، مما يعرض الفتيات لخطر العنف، والانتهاك الجنسي، والحمل المبكر. وتعد هذه التحديات من أكبر العقبات التي تواجه المرأة والفتاة في مناطق متأثرة بأزمة المناخ.
التوصيات
أوصت المنظمات الإنسانية المعنية بحقوق الأطفال في المؤتمر المقبل بأن يكون تمويل المناخ موجهًا بشكل أكبر نحو الأطفال والمجتمعات الهشة، مع ضرورة تخصيص أموال لتوفير برامج دعم التعليم والتغذية للأطفال.
وأكد البيان أهمية أن تشمل المبادرات المناخية جميع جوانب حياة الأطفال، بما في ذلك التعليم والصحة وحمايتهم من آثار الكوارث الطبيعية، كما دعت إلى تخصيص جزء من التمويل المناخي لصالح النساء والفتيات في المناطق الأكثر تضررًا من أزمة المناخ.
من خلال هذه التوصيات، يأمل التحالف في ضمان عدم تهميش الأطفال في النقاشات المتعلقة بالتمويل المناخي، خصوصًا في البلدان النامية التي تواجه أكبر التحديات في مواجهة تغير المناخ.